دولة فلسطين

دولة فلسطين


تمتاز فلسطين بعراقتها وتاريخها وعادات الضيافة المميزة فيها، تقع في قلب العالم وتعتبر نقطة التقاء بين أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، تتميز فلسطين بتعدد اللغات المستخدمة فيها وتعدد الثقافات والمعتقدات. وتعتبر فلسطين مهد الديانات السماوية ومركزاًً لأهم المعالم الدينية والشواهد التاريخية. مبين في الجدول التالي أهم البيانات السياسية والإقتصادية وأساسيات ما قد يلزم لبدء الأعمال في أسواق فلسطين الناشئة والنابضة بالحياة. 

الإسم الرسمي
دولة فلسطين
العاصمة
القدس
وجدت آثار الوجود البشري في منطقة جنوبي بحيرة طبريا، هي ترقى إلى نحو 600,000 سنة قبل الميلاد. وفي العصر الحجري الحديث (10000 ق.م. - 5000 ق.م. ) انشأت المجتمعات الزراعية الثابتة ، ومن العصر النحاسي (5000 ق.م. - 3000 ق.م.) وجدت ادوات نحاسية وحجرية في جوار أريحا وبئر السبع والبحر الميت، ووصل الكنعانيون من شبه الجزيرة العربية إلى فلسطين بين 3000 ق.م. و 2500 ق.م. ، وفي نحو 1250 ق.م. استولى بني اسرائيل على بلاد كنعان، وما بين عامي 965 ق.م. و 928 ق.م. بنى الملك سليمان هيكلاً في القدس ، وفي عام 928 ق.م. قسمت دولة بني اسرائيل إلى مملكتي اسرائيل ويهودا وفي 721 ق.م. استولى الآشوريون على مملكة إسرائيل، وفي عام 586 ق.م. هزم البابليون بقيادة نبوخذ نصر مملكة يهودا وسبوا أهلها إلى بابل وهدموا الهيكل ، 539 ق.م. يستولي الفرس على بابل ويسمحون لبعض اليهود بالعودة، ويبنى الهيكل الثاني ، وفي عام 333 ق.م. يستولي الاسكندر الاكبر على بلاد فارس ويجعل فلسطين تحت الحكم اليوناني، وبموته وبحدود 323 ق.م. يتناوب البطالسة المصريين والسلوقيين السوريين على حكم فلسطين.
حاول السلوقيون فرض الدين والثقافة الهلينيستية (اليونانية) ولكن في عام 165 ق.م. حسب التاريخ اليهودي يثور المكابيون على أنطيوخس إپيفانس السلوقي، حاكم سوريا، ويمضون في اقامة دولة يهودية مستقلة، وفي عام 63 ق.م. تضم فلسطين إلى الامبراطورية الرومانية.
قام الحاكم الروماني بومباي العظيم بالسيطرة على فلسطين عام 63 ق.م. وجعل منها مقاطعة رومانية يحكمها ملوك يهود ، في سنة 70 للميلاد ، قمع الامبراطور الروماني تيتوس ثورة يهودية في فلسطين ، وسوى القدس بالارض ودمر معبدها. وفي اعقاب ثورة يهودية اخرى ما بين 132م و135م شيد الامبراطور هادريان مدينة وثنية جديدة على انقاض القدس اطلق عليها اسم كولونيا ايليا كابوتاليا ، وحرم على اليهود دخولها . وبعد انتهاء عهد هادريان ، زاد باطراد عدد المسيحيين المقيمين في القدس . ومع اعتناق الامبراطور قسطنطين الاول للمسيحية ، وزيارة امه الملكة هيلانة للقدس سنة 320م ، بدأ طابع القدس وفلسطين المسيحي يغلب على طابعهما الوثني. وشيّد قيطنطين نفسه كنيسة القيامة ، ودأب خلفائه، ولا سيما جستينيان على الاكثار من بناء الكنائس والنصب المسيحية في فلسطين . وسمح البيزنطيون لليهود بدخول القدس يوما واحدا في السنة فقط ، للبكاء قرب حجر كان لا يزال باقيا في موقع المعبد . ولكن البيزنطيين ابقوا على الموضع اجرد موحشا، اكراما لما كان قد تكهن به المسيح عليه السلام (انجيل متى 2:24) .
قبل ظهور الاسلام في القرن السابع ، كان قد حدث تمازج متصل بين المسيحيين في فلسطين والسكان العرب (الذين كان العديد منهم من المسيحيين ايضا) القاطنين إلى الجنوب والى الشرق من فلسطين. وكان النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم واتباعه يتجهون إلى القدس كقبلة الصلاة ، وتروي الرواية الاسلامية اسراء النبي من مكة المكرمة إلى القدس وعروجه منها إلى السماء.
وبعد معركة أجنادين وانتصار المسلمين فيها بدأ المسلمون يسيطرون على اراضي فلسطين ، وقد استولى العرب المسلمون على القدس من البيزنطيين سنة 637م ، اعرب الخليفة عمر بن الخطاب عن احترامه للمدينة بان تقبل بنفسه استسلامها ، وعامل اهلها برأفة واعتدال متميزيين ، وكتب لهم وثيقة أمان عرفت فيما بعد بالعهدة العمرية ، اعطاهم فيها امانا لأنفسهم واموالهم وكنائسهم وصلبانهم ، فمن خرج منها فهو آمن ومن أقام فهو آمن ، وشهد على ذلك خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ، ومعاوية ابن ابي سفيان ، وقد اقرّ السير وليم فينز جيرالد "لم يحدق قط في التاريخ المؤسف للفتوحات حتى فتح القدس ونادرا منذ ذاك ، ان اظهر فاتح تلك المشاعر السخية التي اظهرها عمر للقدس ." وكان الاسم العربي الذي اطلق على القدس هو البيت المقدّس ، كمقابل للبيت الحرام . واصبحت ولاية فلسطين البيزنطية ولاية ادارية وعسكرية عربية اطلق عليها اسم جند فلسطين منذ ذاك.
كانت عاصمة الأمويين دمشق، وكان معاوية قد نصب نفسه خليفة في القدس ، كما ان الخليفة الأموي الخامس عبد الملك، شيد المسجد الذي عرف ياسم قبة الصخرة ، كما شيّد الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى المجاور. وكان تفضيل الأمويين لفلسطين والقدس سياسي إلى حد ما، لأن مكة المكرمة كانت في يد خصوم بني أميّة في العقود الاولى، ولكن حتى بعدما دانت مكة المكرمة والمدينة المنورة بالولاء للأمويين سنة 692م ، فان الخليفة السابع سليمان، نصب على كرسي الخلافة في القدس ، وذلك يرجع إلى ما ذكره الحديث الشريف من ذكر فضل الصلاة و الزيارة والسكنى في القدس.
اتخذ العباسيون من بغداد عاصمة لهم ، وبلغت الخلافة العباسية اوج سلطانها ونفوذها في غضون قرن من إنشائها ، امّا بعد ذلك ، فقد وقع الكثير من اراضي الامبراطورية تحت سلطان حكامها الذين كان ولائهم للخلافة العباسية اسميا ، وظلت فلسطين طوال الشطر الاكبر من الفترة الواقعة بين انتهاء القرن التاسع الميلادي وحتى الحملات الصليبية في نهاية القرن الحادي عشر للميلاد تحكم من قبل حكام مسلمين اتخذوا من القاهرة مقرا لهم.
زارها من العباسيين اثنان من الخلفاء ، كان المنصور اولهما ، وهو ثاني الخلفاء العباسيين ، زار القدس مرتين وأمر بإصلاح التلف الذي لحق بالمدينة بسبب زلزال كان قد اصابها ، اما الخليفة الثاني فهو المهدي ، ثالث الخلفاء العباسيين ، زار القدس خصيصا لأداء شعائر الصلاة في المسجد الاقصى ، وقد أمر المأمون سابع الخلفاء العباسيين باجراء ترميمات كبرى في مسجد قبة الصخرة ، تحت اشراف شقيقة وخلفه المعتصم ، الذي كان انذاك مندوب الخليفة في سوريا .
تاريخ فلسطين يعود إلى جذور التاريخ فقد وجدت فلسطين على الخرائط المبكرة المعروفة بدءًا من العصور القديمة المتأخرة مثل خريطة العالم الأشهر لـ كلاوديوس بطليموس عام ١٧٠. كما نشرت خريطة عن “فلسطين الحديثة والأرض المقدسة” في فلورنسا حوالي ١٤٨٠. 1
يرى الباحثون أن اسم فلسطين Palestine يأتي أصلًا من كلمة Philistia التي تشير إلى الفلسطينيين الذين شغلوا جزءًا من المنطقة في القرن 12 قبل الميلاد.
وخلال تاريخ فلسطين كان هناك الكثير من الحكام الذين سيطروا عليها لفترةٍ أو أخرى مجموعاتٍ كثيرةٍ منها الآشوريين والبابليين والرومان والفرس واليونان والبيزنطيين والفاطميين والصليبين والمصريين والمماليك والعثمانيين الذين حكموها بين ١٥١٧ وحتى ١٩١٧.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٨ سيطر البريطانيون عليها. وأقرت عصبة الأمم وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني (مستندٌ يمنح بريطانيا مسؤولية تأسيس وطنٍ قوميٍّ لليهود في فلسطين) ودخل خيز التنفيذ عام ١٩٢٣م.
وحتى عام ١٩٤٨ أشار اسم فلسطين عادةً إلى منطقةٍ جغرافيةٍ بين البحر المتوسط ونهر الأردن. لكن معظم أراضيها حاليًا تحت نير الاحتلال الصهيوني. 2
وبدأ تاريخ فلسطين الحديث مع انتهاء الانتداب البريطاني، وتقسيمها، ونشوء اسرائيل المحتلة وما تلاه من صراعٍ بين الفلسطينيين والصهاينة.
في عام ١٩٤٧، اقترحت الأمم المتحدة خطة تقسيم فلسطين بعنوان ” قرار الأمم المتحدة العام ١٨١ حكومة فلسطين المستقبلية” وأشار القرار إلى إنهاء الانتداب البريطاني لفلسطين وأوصى بتقسيم فلسطين إلى دولةٍ عربيةٍ ودولةٍ يهوديةٍ، على أن تكون منطقة القدس ـ بيت لحم والأراضي المجاورة تحت حماية وإدارة الأمم المتحدة.
وتضمن القرار وصفًا دقيقًا للحدود الموصى بها لكل دولةٍ مقترحةٍ. كما تضمن خططًا لاتحادٍ اقتصاديٍّ بين الدولتين المقترحتين ولحماية الأديان وحقوق الأقلية. ونادى بانسحاب القوات البريطانية وإنهاء الانتداب حتى آب ١٩٤٨ وتأسيس الدول المستقلة الجديدة بحلول تشرين الأول ١٩٤٨.

بدء الصراع العربي الصهيوني

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، يعتبر الصراع العربي الصهيوني واحدًا من أكثر الصراعات مأساويةً وصعوبةً في تاريخ فلسطين فبقدر ماهو معقد بكليته بقدر ما هو بسيطٌ من ناحيةٍ واحدةٍ.
وتعود جذور الصراع إلى العصر البابلي، لكن من وجهة نظرٍ تاريخيةٍ حديثةٍ كانت الفترة ما بين أواخر 1800وبداية 1900م هي الفترة الأساسية لما وصل إليه حاليًا.
3فبين عامي 1882و1948 حصلت سلسلةٌ من الهجرات اليهودية من جميع أنحاء العالم باتجاه المنطقة التي عرفت منذ 1917 باسم فلسطين.
وفي عام 1917 وقبل وقتٍ قصيرٍ من تحول بريطانيا إلى القوة الاستعمارية في فلسطين، أصدرت وعد بلفور والذي يقول: ” إن الحكومة تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطنٍ قوميٍّ لليهود في فلسطين  وستكرس مساعيها الأفضل لتسهيل إنجاز هذا الهدف”.
وقد رفض الفلسطينيون هذا التحرك، لكن التاريخ لم يكن في صفهم.
وقامت بريطانيا في أيار 1948 بإنهاء انتدابها على فلسطين، ومباشرة أعلن اليهود استقلال دولة إسرائيل وكان الاتحاد السوفيتي أول من اعترف بها تبعته الولايات المتحدة الأمريكية. وهنا ولدت المأساة الفلسطينية.

الحروب العربية الإسرائيلية

شهدت فلسطين في ظل الاحتلال الإسرائيلي عددًا من الحروب وهي:

الحرب الأولى 1948

في حين وافق القادة اليهود على قرار التقسيم، رفضه القادة العرب. وهددت جامعة الدول العربية باتخاذ اجراءاتٍ عسكريةٍ لمنع تقسيم فلسطين، والتأكيد على الحقوق الدولية للسكان الفلسطينيين.
وقبل يومٍ واحدٍ من انقضاء الانتداب، أعلنت إسرائيل استقلالها داخل حدود الدولة اليهودية التي حددتها خطة التقسيم، وردت الدول العربية بإعلان الحرب على الدولة المحتلِة الناشئة. ونشبت حرب الـ 1948.
بعد الحرب التي أطلق عليها الفلسطينيون اسم “النكبة”، حددت اتفاقيات الهدنة الحدود الفاصلة بين العرب وإسرائيل: وسيطرت إسرائيل على مناطقٍ مخصصةٍ للدولة العربية حسب خطة التقسيم، في حين سيطرت الأردن على الضفة الغربية والقدس الشرقية، أما مصر فسيطرت على قطاع غزة.

حرب الستة أيام 1967

وقعت هذه الحرب بين 5 ـ 10 حزيران عام 1967، ومالت الكفة للاحتلال الإسرائيلي الذي وسع سيطرته لينتزع قطاع غزة وصحراء سيناء من مصر، والضفة الغربية والقدس الشرقية من الأردن ومرتفعات الجولان من سورية. بعدها اتخذ مجلس الأمن القرار 242 أو “الأرض مقابل السلام” الذي “يطالب إسرائيل بالانسحاب من المناطق التي احتلتها في 1967″ و”إنهاء كل المطالبات أو حالات العداوة” و”اعترف القرار 242 بحق كل دولة في المنطقة بالعيش بسلامٍ وأن تبقى الحدود آمنةً من أي تهديدٍ أو استخدامٍ للقوة”.

حرب ١٩٧٣

في تشرين الأول 1973 نشبت حربٌ أخرى بين إسرائيل والعرب في سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية. وحققت الأمم المتحدة حالة وقفٍ لإطلاق النار (القرار 339) وانتشار لقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام على كلا الجبهتين لكنها انسحبت من الجبهة المصرية بعد توقيع معاهدة سلامٍ مع اسرائيل عام 1979. بينما بقيت في مرتفعات الجولان.

ظهور منظمة التحرير الفلسطينية PLO

في عام 1974، اعترفت الجامعة العربية بمنظمة التحرير الفلسطينية كالجهة الشرعية الوحيدة المسؤولة عن الفلسطينيين والتخلي عن دورها كمسؤولةٍ عن الضفة الغربية. واكتسبت المنظمة صفة عضوٍ مراقبٍ في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة في نفس العام.
وفي عام 1988 صادق المجلس الوطني الفلسطيني لـ PLO على بيان الاستقلال الفلسطيني في الجزائر. وأعلن البيان “دولة فلسطين على أراضينا الفلسطينية وعاصمتها القدس”، وبالرغم من أنها ليست حدودها المحددة بدقةٍ وأن قرار الأمم المتحدة 181 قد دعم حقوق الفلسطينيين وفلسطين. فإن الوثيقة ترافقت مع دعوة منظمة التحرير الفلسطينية لمفاوضات متعددة الأطراف حسب قرار الأمم المتحدة رقم 242







ليست هناك تعليقات: